كتب – عباس متولي
كليوباترا هي إحدى مناطق حي شرق بمدينة الإسكندرية. وتضم (كليوبترا الحمامات وكليوباترا الصغرى علي الترام خط باكوس)، (وكليوبترا الترام على خط النصر” فيكتوريا”). كما يخترق المنطقة طريق جمال عبد الناصر وشارع أحمد إسماعيل وحي سيدي جابر وميدان 15 مايو ومنطقة ونادي سبورتينج. يوجد بالمنطقة أيضا سوق زنانيري، كما تشمل أجزاء من شارع بور سعيد، ويوجد بها مركز للبريد والاتصالات ويقع قربها مستشفى القوات المسلحة. كما يوجد بها عدد من الفنادق التي تتركز علي كورنيش المنطقة.
لا علاقة لإسم حي كليوبترا حمامات بحمام كليوباترا الشهير على شاطئ مرسي مطروح، الذى شهد قصة حب أسطورية خالدة أبطالها الملكة كليوباترا السابعة آخر ملوك دولة البطالمة فى مصر، والقائد الرومانى أنطونيوس حاكم القسم الشرقى من الإمبراطورية الرومانية. وكانت الملكة تستخدم هذا الحمام للاستحمام بمياه البحر بعيداً عن الأعين، لذلك سمى باسمها حتى الآن. ومثلها مثل العديد من المناطق الأثرية بالإسكندرية كانت تنتشر ما تسمى بالحمامات العامة أو الشعبية، والتى تقلصت أعدادها إلى 8 حمامات، من بين آلاف الحمّامات التي مرت على المدينة منذ العصر الروماني . ومن أشهر الشوارع والمناطق التي عُرفت بأسماء حمامات في الإسكندرية، شوارع “حمام السيدات” في سان ستيفانو، وزقاق “حمام باب سدرة” وشارع “الطوبجية”، و”حمام الورشة” بكوم الناضورة، و”كليوباترا الحمامات”، والتي تحتفظ بنفس الأسماء حتى الآن على الرغم من اندثار الحمامات بها.
وقد لعبت الحمامات العامة دوراً بارزاً في المجتمع السكندري، منذ أن دخلها البطالمة، وكانت عبارة عن مؤسسات تربوية ورياضية وترفيهية وثقافية”. ولم يقض الفتح الإسلامي على الحمامات الرومانية، حيث استخدمت بعد الفتح الذي أضاف المزيد منها في الثغر، على غرار ما فعل في الفسطاط (القاهرة)، فالحضارة الإسلامية أخذت فكرة الحمامات العامة من الحضارات السابقة وخصوصاً الرومانية واليونانية، لعدة أسباب أهمها دعوة الإسلام للتطهر والنظافة، فضلاً عن عجز الفقراء عن تضمين منازلهم حمامات خاصة.
وأرجعت دراسة اندثار دور الحمامات بالثغر في أواخر القرن التاسع عشر لعدة أسباب، بدأت بإدخال المياه النقية إلى البيوت في عهد إسماعيل باشا عن طريق شركة مياه الإسكندرية، وبالتالي انتفت الحاجة الملحة لدى الأهالي إلى الذهاب للحمامات العامة، بالإضافة إلى ما سببته هذه الحمامات من أضرار صحية، فقد أصبحت سبباً في تفشي العدوى والأمراض بين مرتادي الحمام بسبب عدم مراعاة الشروط الصحية، حتى انتهى الأمر إلى إغلاقها تماماً.