كتب – لقاء الخميسي
أشتاقُ للرحيل.
أشتاق للسفر .. أشتاق للبُعد.
أشتاقُ لصديقتي الصدوق “نفسي”، لصحبتي لها..
ولتلك الأيام الخوالي التي أنفرد فيها مع ذاتي في تلك الأماكن البعيدة التي تحملُ عِطر قدري وسماحةِ روحي، وابتسامة ثغري ودغدغة قلبي وانتشاء نفسي، ولمعة عيناي اللتان لا تنطفىء في صُحبَتي لذاتي.. أحِنُ أنا لتلك الخطوات الراقصة في تلك الحواري المتعرجة ذوات الأحجارِ المنتظمة والتي تحكي قصصَ من مضى عبرها، أحِنُ لتلك الحوائط الحجرية البديعة المرصوصة بعنايةٍ فائقة و التي تحمِلُ رائحة الماضي وأصوات موسيقى الأيام الخوالي التي تأسر نفسي..
أحبُ وحدتي معي .. أسعدُ بكل خطوة تخطوها قدماي وهي تعبُرُ الطُرق باحثةً عن الحُرية في الحواري المتعرجة الجميلة، وروحي التي تسعدُ بلقاءِ المارةِ من الغُرباء التي تملؤ قلبي محبتهم من غير سابق معرفة.
ابتسامتي هي صديقتي طوال رحلاتي.. وولعي لا ينطفأُ مع وحدتي..
أبحثُ عن نفسي فأجدها في تلك الأماكن وتلك الأزمنة التي أكادُ ان أُجزم اني أعبُرُ بين طياتها وأشتمُ رائحةَ أسرارِ ما مضى بها عبر سنينٍ بعيدة.
مازال قلبي يتذكرُ تلك اللحظة، التي جلستُ فيها فوق تلك َالحجارةِ التي تحمُلُ أسرار من رحلوا عن دنيانا وتاريخ من مضوا فيها.. اعشقها وأشتمُ رائحتها الي اليوم، تلك اللحظة التي نظرتُ فيها للأُفق البعيد وكتبتُ عن نفسي المُلهَمة والمُلهِمة.
مازلتُ اتذكر !
أعشقُ السفر .. فهو صديقي الصدوق.. أشتاق له كاشتياقي لأنفاسي التي بها أحيا .. أشتاق لنفسي.