كتب – أمير العمري
في العصر الذهبي للصحافة المصرية، وكنت وقتها اتعمق في الموسيقى بل وامارس العزف الموسيقي ايضا، كان هناك ناقد موسيقي صحفي هو الوحيد الذي كان يكتب عن فهم ودراية بالموسيقى والغناء العربي، وقد جمعت مقالاته وكتاباته الدسمة الفريدة في ٤ كتب من اشهرها كتاب “مطربون ومستمعون”.
اتكلم عن كمال النجمي الذي لم يكن يخشى ردة فعل جمهور فريد الأطرش الذي ربما كان ملخنا عظيما لكنه كان يمتلك صوتا ضعيفا متحشرجا وقد وصفه النجمي بأنه عندما كان يغني فكان يجاهد لكي يخرج الصوت فيأتي متحشرجا يئن بالبكاء والنواح فيبكي معه الميكروفون ويهتز.. أو شئ من هذا القبيل. لكن المثل المصري البديع يعلمنا أن (لكل فولة كيال)!
ومن المؤسف أن كل ما هو قديم في حياتنا اصبح عند العوام، عظيما وفريدا وغير قابل للخضوع للفحص العلمي بعيدا عن المشاعر والهوس بالماضي.. وقس على ذلك.
وفي ثقافتنا اصبح من المستقر عند الكثير من المثقفين الشعبويين انك يحب ان تحب ما يحبه الشعب حتى لو لم يتركوا امام الشعب سوى التفاهة لكي يحبها. ولابد ان الجيل القادم، بعد ٢٠ أو ٣٠ سنة، سيعتبر محمد رمضان في افلامه الرديئة هو مارلون براندو مصر.. وكله على الله!