كتب – أحمد لطفي
صحيح زمان كانت غالبية الناس على قد حالها لكن كانوا مستورين مش جعانين. كانوا راضيين ومبسوطين مش حزانى وشايلين الهمّ.
ظروفنا وأحوالنا كانت على قدها، لكن كنا بنعرف نضحك من القلب. كان كل حاجة لها طعم.
دخلة أبوك وهو راجع من الشغل كان لها طعم. الأكل على السفرة كان له طعم.
أول يوم في المدرسة وإنت رايح بلبس المدرسة الجديد والشنظة فيها كراريسك المتجلدة كان له طعم.
هدوم العيد اللي واخدها في حضنك وإنت نايم بالليل علشان تصحي أول يوم تلبسها كان لها طعم.
أول يوم العيد وإنت واخد العيدية فلوس جديدة ولابس هدومك وجزمتك الجديدة علشان تروحوا تزوروا جدك وجدتك وبعدها عمتك وخالك.
الكشك اللي بتجيب منه باكو بسكوت أو علبة سجاير لأبوك أو قزازة حاجة ساقعة للضيوف كانت فيه نص سعادة الكوكب.
ماتفتكرش إن الماضي كان حلو بالحاجات دي. إنت النهارده عندك أضعاف اللي كان عندك زمان، بس طعم الأيام اتغير. أيوه طعم الأيام هو اللي اتغير.
جايز بقى معاك فلوس أكتر وجايز ساكن في بيت أوسع وأجمل وعندك عربية والكشك اللي كنت بتجيب منه باكو البسكوت بقى سوبر ماركت كبير والمحل اللي كان أبوك بيشتري لك منه هدوم العيد بقى مول كبير.