كتب – خالد محمد
حاتم رشيد (خالد الصاوي) في “عمارة يعقوبيان” واحد من أشهر أدوار شخصية “المثلي” في السينما.
“حاتم” صحفي ورئيس تحرير، أحد سكان واحدة من أقدم العمارات المصرية، لكن صناع الفيلم حرصوا على تأكيد ثقافته الفرنسية، تربية وتعليما، لإبعاد شبهة “المثلية” عن “رجال” مصر.
“حاتم” شخص مهان من الجميع، بقبول تام منه ومنهم، ودون أدنى رفض أو اعتراض على إهانته التي يسمعها بنفسه من كل سكان العمارة، اللي بيتمنوا “ربنا يتوب عليه”، وكذلك زكي الدسوقي (عادل إمام)، وسخريته منه أمام الأسانسير في وجود عشيقه “عبد ربه” (باسم سمرة)، وكأن “حاتم” (المثلي) كان راضيا عن وقابلا بـ السخرية من _مثليته)، بل ويرى أنهم محقون في ذلك، وهو ما بدا واضحا أيضا من المشاهد الأولى أثناء حواره في الجريدة مع أحد محرريه عن “الشذوذ الجنسي”.
اتهام “حاتم” لوالديه بأنهما السبب في مثليته، لعدم اهتمامهما به، وتركه “يلهو” مع خادمه إدريس، هو في الحقيقة أفشل مبرر للمثلية على الشاشة.
أما لحظات العقاب الإلهي لـ المثلي في الفيلم، فتشعر أنها رسالة تربوية ودينية من صناع الفيلم، لا علاقة لها بالواقع ولا الفن، ابتداء من موت الطفل ابن “عبدربه”، الذي يشعر أن الله يعاقبه على فعلته، وكأن الله يعاقب طفلا بإنهاء حياته ليعاقب بذلك والده، وانتهاء بقتل “حاتم” نفسه على يد عشيقه الجديد عقابا له على مثليته.
كانت أمام حاتم رشيد بمساحة دوره في “عمارة يعقوبيان” فرصة تقديم الشخصية بشكل أفضل، لكنه قدم أسوأ تجسيد لـ “المثلي” على الشاشة.