كتب – سكينة مدحي
في غزة العزة لم تعد الطرق معبدة بالأسفلت،
ففي كل طريق وزقاق قبور للشهداء،
وفي كل بيت صراخ طفل خوفا من صوت القصف،
وأم ترتعش وتبتسم لابنها أن لا خوف علينا فالله يحمينا،
في غزة.. في كل دمعة .. حر يحرق الدنيا وتنهيدة شواظها يلهب الكون،
فيها كل كف تسلم عليه عليه خراب ودمار ورماد أخرج العشرات من تحت الأنقاض،
فهم يولدون من الدمار ويبنون الأمم،
فيهم طبيب تحت القصف لم يطالب بترقية أو يسأل عن راتب،
ممرض يمسح على رأس الشهيد الحي بن الشهيد الذي ارتقى،
أناس في هذا الزمن و هم ليسوا منه،
في غزة لا موت يرهبهم و لا فقد يثبطهم،
ففي كل عائلة شهيد واثنين وثلاث ورباع،
يتفاخرون بكم قدموا لأرضهم و للأقصى،
في غزة ارتوَت الأرض بدمائهم
فأرضهم لا تقبل غير دماءهم المرابطة الصابرة،
فلا حق لنا أن نأتي غدا لنقول أقصانا أو أرضنا بعد النصر،
فنحن لم نقدم لها دما و لا أرواحا،
هو أقصى من قدم روح الروح،
هو أقصى من بدل الأهل و المال ويقول هل من مزيد،
هو أقصى من تنعي أهلها بفخر و تقول أنا ابنة الشهيد وأخته وزوجته وأمه فمن مثلي،
هو قدس من يبتسم لخبر الشهادة ويقول “كلو فدا الأقصى وفدا فلسطين” ،
من يقول”وإن متنا فما الضير يأتي غيرنا ويستشهدون
يأتي غيرنا و يستشهدون” ،
من تنعي ابناءها وأحفادها وتقول عنهم عصافير الجنة،
هو أقصاهم وهم أحق بقولها أما نحن فليس لنا سوى البكاء خلف الشاشات والدعاء لهم،
فهم خُلقوا لتلك الأرض ووهبهم الله القوة والثبات
أما نحن فصار ينطبق علينا حديث النبي عليه السلام أن الأمم توشك تداعا علينا.
فسلام على أرض سلام قصفوا فيها السلام،
على من يحملون نعوشهم على أكتافهم ،
على من يلعبون لعبة الشهيد للمرح في صباهم،
على من يرعب رُضَّعهم من يرعبون رجالات الأمم ،
فيُذَبِّحونهم كما ذبَّح فرعون أجدادهم خوفا أن يخرج منهم موسى،
سلام على أرض الزيتون،
على من جعلونا ندرك أن للحقوق لون عيون وشعر وأصلا و دينا أو لا دين،
سلام من قلوب تدعو لكم بالسلام وقد كبلتها الحدود والقواعد التي وضعها أعداء السلام.
فسلام الى ناس و ارض غزة