محمد عبدالباسط عيد
“ولا تركنوا إلى الذين ظلموا”
لا يمكن للحياة أن تستمر دون قيم تحميها.. لا يجب أن يغيب العدل عن أمة من الناس.. غياب العدل ظلم.. والظلم انزلاق نحو الهاوية.
واللافت أن الظلم لا ينتشر بظالم واحد، ولكنه لا ينتشر إلا بجماعة تدعمه وتستفيد منه.
القرآن ينهاك عن الركون إلى الظالمين ودعمهم.. مجرد الركون إلى الظالمين يجعلك منهم، وينزل بك عقابهم، وما أدراك ما عقابهم..!
الظلم يكبر بالداعمين له، يتمدد فوق أجساد المظلومين، لا يمكنك أن تشارك في ظلم وتعود بعده سليم الروح.. الظلم ظلمات وتخبط، الظلم ضلال، ونحن نستعيذ بالله من ضلال الضالين.
الركون إلى الظلم درجات ومستويات:
الرضى بالظلم ركون،
والاستفادة منه ركون،
والصمت عنه ركون.
هذه الآية أصل كريم في في درء المفاسد، وهي أصل أخلاقي واجتماعي، فبها ومن خلالها يتطهر المجتمع من حثالته الظالمة بقدر ما يتمسك بنور الخلق وكرامة العدل.
لقد وقعت هذه الآية الكريمة – فيما يقول الحسن البصري- بين نهيين:
“ولا تطغوا.. ولا تركنوا..”
يجب أن تحمي نفسك فلا تظلم،
ويجب أن تحمي نفسك فلا تميل إلى الظالمين..
لا تكن ظالمًا ولا تدعم ظالمًا.
التوجيه الكريم هنا جليل، وجدير بك أن تنصت إليه وتعمل به، وتدعو إليه.