كتب – محمد عبد المجيد
كتاباتي بعد موتي!
لا أدري أين ستذهب، بعد موتي، كل كتاباتي التي نشرتها في الخمسين عاما الماضية؟
سيتأثر بها غاضبون على الظلم، أم ستُدفــَـن معي، أم ستنير الطريق للمظلومين، أم سيحجبها الظلام، أم ستمحوها السلطة السياسية، أم ستجعلها السلطة الدينية مُحــَـرّمة على العقول، أم ستصبح في عين الشائعات، أم سيقرأها أحفادي بفخر، أم سيخجل منها الذين تابعها آباؤهم ردحا من الزمن، أم ستصبح هباءً منثورًا، أم سيعتز بها الشجعان، ام سيبصق عليها الجبناء، أم سيلعنها الشيطان، أم ستحتضنها الملائكة، أم ستعيش بعد رحيلي عن الدنيا أم ستموت كما مات أكثرها في حياتي؟
هل سيتلصصون عليها إذا عمَّ الظُلم، أم سيعيدون قتلها بالصمت كما فعلوا عندما كنت أتنفس بها؟
هل أبدأ في نعيها أم أقوم بإحيائها؟
هل سيتبرأون منها أم سيقرأونها على مسامع أبنائهم؟
يا إلــَهي؛ نصف قرن من الكتابة؛ ومع ذلك فلا أرى قشّة تحركتْ من موضعها!