كتب – رشا لاشين
حدث في مثل هذا اليوم ٢٨ يناير من عام ١٩٣٠ ميلاد عملاق المسرح العربي الفنان القدير عبد_الله غيث و الذي رشحه الفنان يوسف وهبي ليكون خليفته على خشبة المسرح.
هو عبد الله حمدي الحسيني غيث المولود بكفر شلشلمون بمنيا القمح محافظة الشرقية في ٢٨ يناير ١٩٣٠م لأسرة تمتلك مئات الأفدنة و لأب درس الطب بإنجلترا الا انه عاد ليتولى العمودية بقريته. فنشأ عبد الله غيث على حب الارض و الانتماء لها. كان هو الأصغر بين خمس اخوة و اخوات و كان من بين اخوته الفنان القدير حمدي غيث.
و عن علاقته بأخيه الاكبر حمدي غيث قال : “رغم أن فارق السن بيني وبين (حمدي) ليس كبيراً حوالي ٦ سنوات، إلا أنه كان بمثابة الأب بالنسبة لي، فهو الذي حببني في الأدب، لأنه سبقني للقراءة، وهو الذي حببني في المسرح والفن، لأنه ارتاد المسارح قبلي، وكان أستاذ لي على المستوى الأكاديمي، وهو أول من قدمني للجمهور، فقد كان المخرجون يحجمون عن إسناد أدواراً لي اعتقاداً منهم بأنني دخلت الفن بواسطة أخي، ودون موهبة حقيقية، ولكنه أصر على تقديمي، وكان أول عمل لي مسرحية (تحت الرماد)، وعلى الرغم من صغر دوري، إلا أنني نجحت فيه، وبعدها كتب عني النقاد الكبار، وأشادوا بموهبتي” .
بعد ان أنهى دراسته الثانوية انتقل الى القاهرة ليلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية و الذي نال شهادته عام ١٩٥٥ و انتقل للعمل بالمسرح القومي . يعد عبد الله غيث من أفضل من قدموا المسرح الشعري على الإطلاق و قدم الكثير من الاعمال المسرحية الناجحة حتى استحق و عن جدارة لقب النجم الاول للمسرح على مستوى العالم العربي .
بالرغم من عشقه اللامحدود للمسرح الا انه قدم العديد من الأدوار السينمائية منها أدهم الشرقاوي ، لا وقت للحب ، الحرام ، ثمن الحرية ، رابعة العدوية ، الرسالة و هو الفيلم الذي رشحه له المخرج العالمي مصطفى العقاد ليلعب دور حمزة عّم الرسول عليه الصلاة و السلام. بالاضافة للعديد من الأدوار الاخرى المتميزة .
كما قدم العديد من الاعمال التلفزيونية المتميزة مثل المال و البنون ، الصبر ، الثعلب ، ذئاب الجبل و غيرها و لقب بملك الفيديو.
انحصر حلمه ما بين الارض و الفن فهمًا عشقه الاول و الأخير و كان رغم مشاغله يباشر ارضه و يرعى مصالح الفلاحين و مشاكلهم و لم ينقطع عن هذا الامر حتى وفاته .
تزوج و هو لايزال صغيراً في الثامنة عشر من عمره من ابنه خالته و أنجب ثلاث أبناء و بنات هم ادهم و عبلة و الحسيني ، عُرف عنه انه كان محافظاً و لم يخلط يوماً بين حياته الفنية و صداقاته بها و بين اسرته الا في حدود ضيقة جداً .
حصل على جائزة عن دوره في مسلسل ثمن الحرية عام ١٩٦٤ ، كما حصل على جائزة عن دوره في مسرحية الوزير العاشق.
توفي الفنان القدير رحمه الله في ١٣ مارس عام ١٩٩٣ عن عمر يناهز ٦٣ عاماً اثر آزمة قلبية حادة اثناء تصويره مسلسل ذئاب الجبل.