هاجر حمادي
بصراحة لازلتُ لم أستطع اتخاذ موقف من حكم الإعدام، ودائما يتشوش ذهني عند التفكير في هذه المسألة، من جهة أقول لماذا يبقى المجرم على قيد الحياة و هو قام بقتل إنسان، و أيضا ما الفائدة من بقائه في السجن مكلّفا الدولة مصاريف الأكل و الدواء و هو في النهاية لن يخرج منه حتى الموت.
و من جهة أخرى أقول أنّ الموت سيريحه وأنّ أفضل عقاب له هو المؤبّد و الحرمان من الحرية مدى الحياة، ثم على الصعيد الآخر ينطق صوت الإنسانية بداخلي يقول لي أنّه ليس لدينا الحق بإنهاء حياة إنسان حتى لو كان قاتلا، ثم أتراجع و أقول كيف نعامله بإنسانية وهو كان معدوم الإنسانية عندما ارتكب الجريمة، و بعدها أيضا أتساءل ماذا إن ظهرت براءته من الجرم حتى لو كانت الأدلة الملموسة ضده، مثلما حدث ببعض الحالات في أمريكا أن تم إعدامهم بالخطأ، و طبعا باعتبار أمريكا هي الدولة الغربية الوحيدة التي لازالت تطبّق الإعدام، إضافة أنّي أفترض كذلك أنّ القاتل ارتكب الجريمة في لحظة انفلات عصبي و اظطراب نفسي و يستحق أن نعطيه فرصة للحياة، ثم أعود و أتذكّر أهل الضحية، و هل من الانصاف لهم أن يروا القاتل يعيش حياته حتى لو في السجن، بينما هم فقدوا إبنهم، و كذلك أتساءل عن إمكانية هروب المجرم من السجن و خروجه من البلاد و إكمال حياته بدون عقاب، و بالتالي الخاسر الوحيد هنا هو الضحية.
هكذا دائما أحتار في هذا الموضوع الذي لم أجد إجابة له، و لم أحدّد موقفي منه بالضبط ..!