كتب – شريف الشوباشي
فى بداية حياتى كان معظم افراد الطبقة الراقية فى مصر يتحدثون الفرنسية وليس الانجليزية وكانت جاليات الشوام واليونانيين والايطاليين واليهود يجيدون الفرنسية ويستخدمونها فى حياتهم اليومية.. وعندما اقمت فى الاسكندرية للدراسة فى كلية الآداب هناك فى بداية الستينات كنت كثيرا ما اتعامل مع الناس فى الشارع والمحلات والمطاعم باللغة الفرنسية.. وكان المنيو فى غالبية المطاعم بالفرنسية… وكانت اشهر وارقى المدارس فى مصر هى المدارس الفرنسية مثل الجيزويت والفرير والليسية والمير دى ديو وسان مارك فى الاسكندرية… حتى اقطاب الباشاوات والباكوات فى مصر كانوا من “الفرنكوفون” مثل مصطفى كامل وسعد زغلول وقاسم امين وغيرهم..
لكن الحال تغير كثيرا الآن., فالطبقات القادرة تميل الى تعلم اللغة الانجليزية وتنبذ الفرنسية والمدارس والجامعات الخاصة المتميزة معظمها تقوم بالتدريس باللغة الانجليزية.. حتى الفيسبوك تحول الى اللغة الانجليزية (الامريكية) وعندما تسأل سؤالا بالفرنسية يجيب عليك بالانجليزية…
يعنى فى الستين سنة الاخيرة حدث تغير كبير جدا فى الثقافة المصرية وسيطرت الانجليزية وانزوت الفرنسية فى الطبقات العليا (ولا اقول الطبقات الراقية)…
وفى الخليج لم يعد من الممكن الحصول على منصب فنى او ادارى الا اذا كنت تجيد الانجليزية ولا يمكن الترقى الى درجة عالية دون امتلاك ناصية اللغة الانجليزية..
هذا التحول كان له اثر كبير جدا ( فى رأيى المتواضع) على المستوى الثقافى فى مصر والعالم العربى..