كتب: خالد محمد
فيلم باربي – المرفوض عرضه في بعض الدول العربية – فيلم لطيف وفكرته جميلة، وعامل حالة من الجدل في الخارج.
الفيلم يدعو بشكل واضح لتمكين المرأة الغربية بعد ما حصلت في الواقع على المساواة التامة مع الرجل في كل شيء.
في الفيلم تنتقل العروسة “باربي” من عالمها الأنثوي الوردي إلى العالم الواقعي، فتفاجأ بأن الرجل مازال هو المسيطر، ومعظم المناصب الكبرى يتقلدها رجال، عكس عالم “باربي” الخيالي الذي تلعب فيه المرأة دور البطولة، دون حروب ولا صراعات ولا فساد، ومن هنا رسالة الفيلم الأساسية لتمكين المرأة بدلا من الرجل.
بعض الدول العربية رفضت عرض الفيلم بحجة وجود شخصية مثلية، رغم أن الفيلم يخلو من أي مشاهد خارجة، مفيش فيه حتى “بوسة”، وأعتقد أن السبب الحقيقي للرفض هو الخشية من تأثير رسالة الفيلم على آراء النساء العربيات، رغم صعوبة – إن لم يكن استحالة – تحقيق ذلك في الدول العربية، لأن دعوة تمكين المرأة الغربية هي خطوة تالية على المساواة الكاملة بالرجل، عكس ما يحدث هنا، فمازالت المرأة بعيدة تماما عن مساواتها بالرجل، لأسباب دينية واجتماعية، فضلا عن أن المرأة العربية نفسها لا تبذل أي جهد للحصول على حقوقها المهدرة، بل بالعكس فإن بعضهن يقفن ضد حقوقهن بغرابة، فخلافا لما يحدث في الخارج فإن لدينا نساء يوافقن على زواج أزواجهن بزوجة أخرى، أو يوافقن على أن يكن زوجة ثانية أو ثالثة أو حتى رابعة، وبعضهن يقبلن الإهانة والضرب، أو يقبلن رفض أزواجهن لعملهن، أو الطلاق دون الحصول على حقوقهن كاملة، أو القبول بميراث أقل من أشقائهن الرجال، أو منعهن من الوصاية على أولادهن، فقط لأنهن إناث لا ذكور.. إلخ هذه المظالم اللاتي يتعرضن لها برضا وقبول.
ومن هنا صعوبة المطالبة بالتمكين من قيادة المجتمع بدلا من الرجال، حسب رسالة فيلم “باربي” الخيالية، التي أتمنى أن تصبح يوما حقيقية.