كتب – عاطف معتمد
أنت الوحيد الذي يعلم حين تخلو إلى نفسك حقيقة مقامك!
ومع ذلك، إذا ظن الناس فيك صلاحا واستقامة وأنت على المعصية مستورا فلا تصحح خطأ ما يظنون فتكشف الستر الذي منحك الله.
اعلم أن هذه إشارة كي تستقيم، ودعوة كي يتسق ما يظنه الناس في ظاهرك مع حقيقة ما أنت عليه في الباطن.
وإذا مدحك الناس وقالوا إنك طالب واعد، أو ظنوك متبحرا، أو صنفوك عالما، بينما أنت الوحيد الذي حين يخلو بنفسه يعلم أنه إلى الجهل أقرب وإلى الخفة أدنى، فلا تنكر على الناس حسن ظنهم، ولا تردهم أو تصدهم.
هذا ليس تسويغا كي تستمتع بغير حق بما يظنوه فيك، ولا أن تقبل عطية لا تستحقها، بل فرصة لكن تكون من الآن فصاعدا ما يراه الناس فيك من ظن حسن.
استقم إن كنت عاصيا،
تعلم واجتهد إن كنت قليل البضاعة،
اغترف من الأعماق إن كنت فقط قد خدعتهم بخفيف العلم وحلو البيان وبلاغة الكلام وتزويق السطحي المزيف.
لا تخيب في الناس ما يرجون فيك،
لعل الله يريد لك الخير.. فاستجب!