كتب – محمد عبدالباسط عيد
لا يمكنك أن تظلم وتعود بعدها سويا، الظلم أكبر دليل على عماء القلب، أنت أعمى حين تظلم، وأنت أعمى بسبب ظلمك.. لقد اخترت طريق التخبط والضلال.
“وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَـٰكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ”
لا يمكنك أن تعي هذا المعنى دون أن تربط بين الظلم والظلام.. فكل ظلم يترك أثره عليك، يزداد ظلمك فيزداد ضلالك، كل عدوان على الغير هو عدوان على نفسك..!!
الظلم إفساد، وما كان الله ليصلح عمل الفاسدين.. هذا المعنى ليس أخلاقياً فحسب، ولكنه حقيقة مجربة أيضاً؛ لا يمكن للفاسدين أن يفكروا بطريقة قويمة؛ كل خطوة نحو الفساد تنزلق بك إلى ما بعدها، وهكذا حتى تجد نفسك في قاع مظلم، والذي يعيش في القاع لن يعرف الطريق ولن يرى صواباً.
يخيفني الظلم الذي يسري في طرقاتنا.. الشعوب تظلم نفسها كما يفعل الأفراد.. نحن نتخبط في عماء لا مثيل له.. هناك أنين هائل في كل مكان.. نحن ننزلق إلى مزيد من الأنين…!
اقرأ من فضلك هذه الآية الكريمة:
“مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هَـٰذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ ۚ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَـٰكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ”.