عبدالرحيم كمال
وقد يصل الحال في بعض البلدان، ان يكون الفارق الأساسي بين الشخصية العامة والشخصية العادية هي عدم قدرة الشخصية العامة على قول الصدق ، وكلما ازدادت الشخصية العامة شهرة كلما زاد خرسها حتى تتخلى عن الصدق والكذب معا ، بينما ينطلق عوام الناس في الكلام صدقا وكذبا وسبا ولعنا واتهاما دون رابط ،
فقد فقدوا البوصلة،
وغاب الصوت الصادق المعبر عن قضاياهم، وتحولوا إلى ضجيج كاذب قبيح ،
وقتها تصير تلك الشخصيات العامة الشهيرة (التي ظنت انها نجت بالصمت) شخصيات بلا معنى، مميزة بلا تميز، شهيرة في بلاد مجهولة ،
ونجوم بلا سماء ولا بريق،
أموات على قيد الحياة ،
ويدركون انهم هم انفسهم من صنعوا ذلك الضجيج القبيح ،
ويمر الوقت حتى تظهر شخصيات جديدة تعلي من شأن الحقيقة،
وتصر على تحري الصدق،
وتدفع الثمن،
فيحترمهم الناس ،
ويسمعون لهم ،
ويمنحونهم ثقتهم ،
فيكون هناك مجتمع وتكون هناك بلاد مستقرة
وتتنوع الاراء ويحدث الحراك وتظل البلاد في نعمة حتى يمر المنافق وينطلق لسانه ويجد من يطرب لسماعه فتعود البلاد للخلف ، وهكذا دواليك .