كتب – محمد عبدالباسط عيد
الدين طاقة حيّة وفعل عملي، وليس طقسًا فارغًا أو حلية شكلية، أسوأ ما في الأمر هو فعل التخدير الذي يوهمك أن قيامك وقعودك يكفي وأن بكاءك في الدعاء يكفي..
الضعفاء والمظلومون والمساكين لا يحتاجون لدعائك ودموعك عليهم..
اقرأ هذا التعريف العملي للدين:
(أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ؟
فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ،
ولَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ،
فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ:
الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ،
الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ، وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ)
أحب هذه الآيات المحكمات، وأحب تعريفها العملي للدين؛ فالتصديق بالدين ليس كلاما ولا طنطنة فارغة، ولكنه سلوك عملي ملموس؛ يتبدى في مجموعة من المظاهر التي يحنو فيها القوي على غيره من ضعاف المجتمع؛ فلا يشعر اليتيم بالوحشة، ولا يشعر المسكين بانكسار قلبه وهوانه على الناس.
تربط الآيات مباشرة بين اﻹيمان والنفع المادي؛ فالتصديق بالدين مشروط بهذا السلوك الذي يجد الناس أثره على حياتهم، فتتصل – بمقتضاه – حلقات مجتمع يقوم على التعاون والتراحم؛ وبذلك يغدو اﻹيمان ثمرة دانية وحقيقة واقعة ملموسة.
الآيات تعرّف التصديق بالدين على نحو مغاير لما نعيشه ونفعله كلّ يوم؛ هنا ربط قوي بين التصديق بالدين والرحمة والحدب على الضعفاء يتامى ومساكين، فحين يستقر الإيمان الحقيقي في قلب الإنسان يدفعه إلى الرحمة والتسامح والرفق والعطاء.
ولكن ما علاقة هذا المعنى بقوله تعالى: “الذين هم عن صلاتهم ساهون”.؟