كتب – محمد عبدالباسط عيد
في الباحث المعتبر صفة أساسية يجب أن تهيمن على سلوكه، ونظام تفكيره، وذلك طبعا بعد استكمال الأدوات المعروفة، وبعد جسارة النفس التي تحدثنا عنها.
وأقصد بها صفة التواضع، وهي تبدو وصفا نفسيا وأخلاقيا، ولكنها في جوهرها أداة علمية، تمكنك من النظر في موضوعك بروح سمحة، ومتابعة ما كتب فيه بروح سمحة، مع الذين تختلف معهم ومع الذين تتفق معهم على حد سواء.
التواضع يمنحك دائما صفة المتعلم، يجعلك تنصت بهدوء لكل الآراء بتقدير واحترام، والأهم إنه يمنحك الفرصة للإنصات إلى موضوعك الذي تقاربه، فلا يكفي هنا أن تكون ذكيا، ولا يكفي أن تكون خبيرا، كل هذا مهم، ولكنك لن تقدم جديدا إذا لم تنصت لموضوعك ليفتح لك بنفسه مسارات الفهم وخبايا التأويل.
التواضع أيضًا من أدوات البحث العلمي ومن أخلاقه.