كتب – محمد علي خير
كان طقسا سنويا أن نتحرك كأسرة في الأجازة الصيفية المدرسية الي مسقط رأس أبي ( الشرقية) لقضاء أسبوع مع الجدة والعمات والأخوال.
في المساء نجتمع حول ( الكلوب) مصدر الانارة الوحيد مع الناموس وصوت الضفادع.
كان مؤلما لي كطفل وجبة العشاء التي تتكون من الخبز الفلاحي ثم طبق بيض بالزبدة يلتف حوله الاطفال والكبار..الي هنا تسير الأمور بشكل جيد وعندما أبدأ في مد يدي الي طبق البيض..أجد يدا كبيرة تمنعني..فالطبق ليس جاهزا بعد..وفجأة تدخل الجدة ومعها طبق كبير مملوء بالجبن القريش التي لا أحبها كطفل ثم تهرس الجبنة القريش بالبيض ومعها تهرس أحلامي..كي تملأ معدة 20 شخصا على الأقل.. هنا كنت أبحث عن قطع البيض الصغيرة والتي تفتت داخل الطبق الكبير..
في ليلة أخري قررت أن أعلن رفضي الطفولي لـ(جريمة) هرس القريش ع البيض.. وجلست في سنتر القعدة وما أن نزل طبق البيض.. حتي خطفته في لمح البصر وجريت به بعيدا.. وكانت علقة موت من أمي لأن مافعلته من وجهة نظرها عيب وفضيحة.
لم أكن أعلم وقتها أن بعد ما يزيد عن 30 عاما سيكون إفطاري من الجبنة القريش فقط ومن غير بيض مقلي اذا كان عاجبني.
اليوم.. ياريت طبق جدتي من الجبنة القريش يعود مهروسا بالبيض وأقسم بالله مش هخطفه وأجري.. حرمت ياستي.