كتب – زينب البحراوي
أعترف أنني من أشد المُعجبين بالتعبير السوري المُتداول: “كل ساعة ولها ملائكتها”، وذلك للأسباب الآتية:
1- دلالة على عُمق التجذُّر الإيماني في المُجتمع السوري بوجهٍ عام، فهذا المُجتمع مؤمنٌ بالله وملائكته ويتداول ذلك في أحاديثه اليومية.
2- إيمان المُجتمع بأن الله يُغير الأحوال من حالٍ إلى حال بين ساعةٍ وأُخرى.
3- الحكمة العميقة التي تستوعب بأن “دوام الحال على نفس الحال من المُحال”، فلكُل وقت عوامله المُختلفة التي تؤثر فيه وفق تغيُّر الظروف.
4- ذكر الملائكة – بوجهٍ عام- تعبيرٍ شاعري رقيق، أرق من التشبيه بِذكرِ أي مخلوقٍ آخر، كالبشر أو الشياطين أو حتى الجمادات.. لا يأتي ذكر الملائكة إلا في كُل خطابٍ جميل: الكُتُب المُقدَّسة، الأشعار العالميَّة، الفنون التشكيليَّة.. إلخ.. فكيف استوعبتها كلماتٌ يومية مُتداولة لولا عبقريَّة اللهجة أدبيًا ومعنويًا؟