كتب – محمد عبد الباسط عيد
صرتُ بعيدًا وصرتِ بعيدةً .. بعيدةً عني وعنكِ،
ما من أحدٍ بوسعه مناداتُك وأنت تتجولين – كما هو الآن – خارج اسْمِكِ الجميل.
ما من سبيلٍ إلى اختزالِ طاقة النسيان، كي تستقر في قبضةِ اللحظات الراهنة.. ببلاهتها وَوَهْنِهَا.
من هنا – على ما يظهر- جاءت عاداتي السرّيةُ، مثل عادةِ أن أفحصَ جسدي كلَّ يوم أمام المرآة.
صرتُ أفعلها كلَّ يوم، أُمَرّر أناملي بطيئةً، كما لو كنتُ أستعيد باللمس بقاياكِ فوق جلدي، أو كأني أفقأ الثآليلَ التي تركتها الأيامُ تحت روحي.
كلَّ يومٍ أفعلها، أمرّرُ أناملي أنشودةً حُـــرَّة في .. غيــاب حُـــرّ.