كتب – محمد عبدالقدوس
الزواج كما أخبرتك من قبل قسمة ونصيب ..
أو هو قدرك ..
كل شيء يمكن أن تحسبه إلا زواجك ..
لأن هناك أمور عدة كونت شخصية شريك العمر ..
خافية عليك ولا تعلمها إلا بعد زواجك ..
حيث تتضح تماماً بالمعاشرة اليومية الشخصية الحقيقية ..
وحظك حلو لو كان إختيار قلبك في محله.
وفي يقيني أن تأثير شريك العمر على حياتك العامة ينقسم إلى أقسام ثلاث ..
أولها أن تكون عظمة على عظمة ..
يعني من أخترتها سبب أساسي لسعادتك وإنطلاقك إلى الأمام ، حتى ولو شاب حياتكما شوية “شطة وفلفل” التي لا تخلو منها أي بيت.
والثاني عكس ما أقول تماماً ..
يعني شريك عمرك مصيبة لا قدر الله ، دمر حياتك الشخصية ..
ولا يمكن أن تكون سعيداً في الدنيا ولو وصلت إلى أعلى المناصب.
وثالثها نصف نصف ..
يعني يوم حلو ويوم مر في زواجك ..
وهذا الكلام الذي أقوله عن حواء ينطبق تماماً على زوجها ..
إما أن يكون مصدر لسعادتها ، وعظمة على عظمة ، أو سبب لتعاستها !!
أو نص نص يوم حلو ويوم مر.
وست الحبايب أمي كانت من النوع الأول ..
عظمة على عظمة ..
وأبي كان دوماً يعترف بذلك ويقول: “لولا لولا ما نجح سانو” ..
ومهمتها كانت صعبة جداً ، لكنها كانت نصفه الآخر تماماً ..
فهو “الثورة وهي الهدوء” و”سانو” العاطفة و”لولا” العقل ..
وهو التمرد وهي الفرملة ..
كان يمثل الصراحة الكاملة بينما هي الدبلوماسية ..
عاشق لعمله الصحفي والأدبي ، و”لولا” عاشقة لمنزلها ..
وصدق من قال: المنزل مملكة المرأة .
ولعلك لفت نظرك قولي مهمتها في التعامل مع “سانو” كانت صعبة جداً ..
فهو فنان ومبدع يعني يحتاج إلى معاملة خاصة وليس إنسان عادي ..
بالإضافة إلى تهافت النساء عليه لكونه أفضل كاتب يعبر عن مشاعر المرأة ..
فكان يجب أن تحافظ عليه ..
وهي لا تعرف الغيرة ، بل ترحب بكل واحدة من معجبيه ، ولكنها لا تسمح أن تتجاوز حدودها وتحاول الوصول إلى قلبه !!
وهنا تظهر شخصيتها الصارمة التي لا تراها إلا للضرورة ..
فالرقة طابعها ، وهي شخصية جميلة.
ويدخل في دنيا العجائب أن ست الحبايب لا تعرف عمرها على وجه التحديد ولا تاريخ ميلادها لأن الشهادة التي تثبت ذلك لم تكن موجودة ، وأختفت وكأنها فص ملح وداب !!
ولذلك كانت تقول: أنا من مواليد ٥ نوفمبر عام ١٩٤٢ وهو تاريخ زواجها ..
وأكد “سانو” على ذلك في إحدى خطاباته لها: أنا وأنت ولدنا اليوم ..
لم تكن لنا حياة من قبل ، ولن تكون لنا الحياة إلا معا . أنت كل الحياة وحبي.