كتب – اية عبدالرحمن
اقتنصتُ بعض السويعات العاجلة في حياتي وذهبت لمعرض الكتاب اليوم في زيارة خاصة لي بعيدًا عن زياراتي المعتادة له هذا العام لحضور وإدارة بعض الندوات فيه والتي اتشرف بها كثيرًا ..
ذهبت وتجولت في أروقته البديعة التي تحمل في طرقاتها الكثير من الذكريات منذ طفولتي والتي تحمل السعادة والشجن فيها .. تذكرت أخي الأوسط العزيز وصديقي الوفي وهو يصطحبني في كل عام للمعرض ليشجعني على القراءة واكتشاف عالم الكتب الممتع ..
وتذكرت عند مروري لجناح الطفل ما كان يفعله معي من سعة في الحديث ويسألني عن رأيي فيما أراه من حولي من كتب وموضوعات علمًا بأن عمري لا يتعدى وقتها تسع سنوات ويسمعني بإهتمام بالغ يشعرني بأنني صاحبة رأي أو ذات شأن كبير رغم حداثة عمري .. فكنت أشعر بداخلي أنني مسئولة تجاه كل هذا الأهتمام منه أن أقرأ كثيرًا .. كثيرًا جدًا .. حتى أشعر أنني في محل ثقته في كل مرة يأخذ فيها رأيي ..
تذكرت قراره الذي لا يتردد فيه يومًا في كل عام من المعرض أن يذهب معي دون أن يكترث لدعوات أصحابه المغرية للتنزه وزياراتهم للمعرض معهم في إجازة نصف العام.. ففي كل مرة يختار زيارته للمعرض معي فقط .. وعندما كان يصادف شخص يعرفه يتجول في المعرض كان يعرفني له بفخر شديد لا أعلم سببه حتى الآن:
– دي (آية أختي الصغيرة)
رغم أن كل انجازاتي في هذا الوقت انني اذاكر الواجب المدرسي جيدًا وأنام مبكرًا وانني أخته الصغيرة!.. ولكنه كان يشعرني أنني شخص مهم ولي قيمة أمام الناس .. تذكرت شراءه لي كتب أعجبتني أثناء جولتنا من مصروفه الجامعي الشخصي حتى يشكل لي عادة القراءة والاستمتاع بها .. تذكرت وتذكرت الكثير والكثير فعله معي وابتسمت ودعيت له بكل وجداني وكياني اثناء جولتي اليوم بعد مرور العمر واقررت بداخلي انه صاحب الفضل الأول في حياتي في تشكيل شخصيتي وهويتي وحبي للقراءة ..
أخي الغالي .. ممتنة لك كثيرًا.